الأربعاء، 23 سبتمبر 2015


مشوار المحبّة و السّلام

 بقلم: حسين أحمد سليم

أيّها الأحبّة... خذوا السّلام من رحم المحبّة، فالمحبّة هي التّعبير العذب للسّلام في معتركات الحياة... و هي المحتوى الأسمى للمسارات الحياة. فالمحبّة طاقة الحياة القويّة و السّامية... تتفتّح زهرة السّلام في الحياة من المحبّة و تشعّ الحياة بالمحبّة و السّلام في كلّ مكان و زمان...

تعبّر الحياة عن ذاتها بالمحبّة و السّلام... و مجرى الحياة ما هو إلاّ موجة في بحر المحبّة و السّلام، و الحياة تعبّر عن ذاتها في أمواج المحبّة و السّلام، وبحر المحبّة يتدفّق بالسّلام في أمواج الحياة...

ينتعش القلب الإنسانيّ بالمحبّة. و ينبض بفكرة المحبّة، و أمواج الحياة تبدأ بالدّوران في بحر المحبّة بين أمواج السّلام اللطيفة... فكلّ أمواج الحياة ممتلئة من بحر المحبّة. و السّلام... و مثل هذه الحياة تستحقّ أن تُعاش.... و المحظوظن هم الذين يعيشون مثل هذه الحياة بكل محبّة و غبطة و قوّة و سلام... و الحظّ هو في متناول الجميع كي يقودوا قدرهم و يباشروا عيش الحياة بكلّ محبّة و فرح. و سلام... بحيث يستعملون وسيلة التأمّل العميق و يغوصون بعمق في قلبه...

و تكسب أمواج المحبّة عمق البحر، و يتدفّق بحر المحبّة و يملأ القلب و يرعش كل أجزاء الكيان...

و تتدفّق أمواج الحياة كلّها ممتلئة بالمحبّة، ممتلئة بالمجد الإلهي، ممتلئة نعمة، في الغبطة و السلام...

و يسير مجرى الحياة بأمواج متمدّدة من الغبطة و يتخلّل السّلام بحر المحبّة في كل أمواج الحياة... فالمحبّة عالية الحساسيّة... إنّها أكثر قوى الحياة رقّة، و الحياة هي التّعبير الأكثر ديناميكيّة للمحبّة و السّلام... فالمحبّة مرهفة، و في الوقت نفسه، هي أكثر حيويّة و قوّة... و هي موجة خفيفة لطيفة من المحبّة تهزهز مركب الحياة بالسّلام...

المحبّة تنقل الحياة من غصّة الفراق إلى غبطة التّوحّد الأبدي بالسّلام... من غصّة الفراق التي لا تحُتمل إلى الفرح اللاّمحدود للتّوحّد الأبدي، تتراقص موجة لطيفة خفيفة من المحبّة لتخلق نعمة السّلام...

فتعالوا إخواني من كلّ لون و صنف نعيشها فعليّا و واقعيّا... لنكون في قلب المحبّة و نعيش في المحبّة الكبرى بسلام آمنين... فالأمل المأمول بالمحبّة يجلب نور الفجر بعد الليلٍ الطّويل، و بالمحبّة سيجد المحبّ طريقه القويم إلى السّلام، و يتسلّل في الصمت و السكون منجذباً بسحر المحبّة اللطيفة، التي تترك الباب مفتوحاً أمام أمل الإكتمال بالسّلام في حياة أرضيّة كريمة...

 

إنّ مجد الرّقّة و القوّة هو مجد المحبّة... فمن يرغب أن يحافظ على الرّقّة في قوّة المحبّة، فقوّة المحبّة تجعل الفرد رقيقاً و حازماً، تجعله ضعيفاً في الخطأ و قويّاً في الصّواب، تجلب التّسامح في السّلطة و النعمة في جميع حقول الحياة. المملوءة بنعمة السّلام... و فيض المحبّة هو قدر السّلام لحياة الإنسان... و قلبٌ محبّ، قلبٌ ممتلئ بالمحبّة، هو المغزى الأكثر ثمناً في الحياة البشريّة لتحقيق حياة السّلام...

المحبّة تغطّي مجال الحياة بالكامل، و تندفع فوق مجال الخليقة بالكامل... و قوّة المحبّة تقود مركب الحياة بسلام إلى شاطيء السّلام فحياة السّلام في أرض السّلام... هنا و هناك و في كلّ مكان و زمان... فالمحبّة تأخذ الحياة من البيت إلى التّلّ، و من تلّ إلى آخر و تعيدها إلى البيت بسلام... المحبّة تبحث عن الحقيقة بلا ملل، و تحافظ على حيويّة الطّريق و تبهج الهدف... و القوّة السّاكنة للمحبّة لا تعرف حدود... تأخذ الحياة من وعورة الجبال إلى تدفّق البحر بأمواج السّلام...

و هناك، في سكون البرّيّة، و حتّى في صخابة الأفق، يبعث التّمدّد الفسيح للمحبّة اللامحدودة من بعيد، نسيما ملطّفا، باردا و منعشا، لينعش القلب و يخفّف غصّة الإفتراق...

و اليد الرّقيقة و اللطيفة للمحبّة تأخذ الحياة من وخذ الشّوك إلى نعومة و طراوة الورد... و على نعومة مهد المحبّة، تنتقل الحياة من وحدة البحث اليائس إلى المجالات الغنيّة للاكتمال...

ومضة خفيفة من المحبّة تشعل النّور في الوحدة... و تضرم النّار في غصّة الماضي الغابر، و تنشر نور الأمل و الفرح و الاكتمال... ومضة خفيفة من المحبّة تفعل فعل السّحر في نشر أنسام السّلام بين الأنام...

المحبّة هي أثمن هديّة من الله لنا... فتعالوا أيّها المؤمنون بالله، نستعملها لخير الجميع، لتمتلئ حياتنا بالمحبّة و السّلام، و لنُحِب و نُحَب و ننشر النّعمة فيما حولنا و السّلام... تعالوا نمنع ضجيج العالم و خشونة الحياة و نعومتها، من أن تعيق إمتلاء المحبّة فينا... و لنمتلئ نعمةً و نمتلئ نوراً و نمتليئ سلاما... فبالمحبّة و السّلام يشعّ مجد الله، و تعمّ حياتنا غبطة التّسامح الإلهي و نور محبّته، و تحوّل حياتنا إلى الحياة الأبدية للكائن الإلهيّ...

تعالوا أيها الخلق العاقل، نعمل لتنبع المحبّة فينا مثل نور الله... لأن الله هو كلّ المحبّة بطبيعته الأساسية، و كلّ السّلام الذي إتّخذ له إسما من السّلام... و المحبّة هي كل الله بتعبيرها الحقيقي... و الله هو إمتلاء المحبّة و السّلام و المحبّة هي إمتلاء الله...

المحبّة هي نور الأُلوهية، تُظهر الله في الإنسان... و المحبّة هي الحياة الإلهية في الإنسان... المحبّة في قلوبنا هي الله في السّماء... فالمحبّة في قلب الإنسان هي مقام الله على الأرض... بارك الله أولئك الذين يحملون مقام الله في إمتلاء المحبّة في قلوبهم و في نفوسهم و في بصيرتهم... و في تعاملهم مع بني جنسهم من الخلق العاقل...

تشرق الحقيقة من مياه نهر محبّة الإنسان حيث يجد بحر محبّة الله، و يتدفّق إليه، و هذا هو مجد المحبّة الذي يفتح مشوار السّلام أمام كلّ من أحبّ الله في نفسه و أحبّه الله في مساراته الإنسانيّة...

تعالوا أيّها الأحبّة نرفع حياتنا إلى مجد المحبّة، التي تُنزل السّموات إلى الحياة على الأرض، مشفوعة بالسّلام... فعذوبة المحبّة تبدأ بنا قبل الآخرين... و في عذوبة الأصدقاء و النّاس، تنمو عذوبة الحياة بالمحبّة و المحبّة تتوالد من رحمها بالسّلام بين النّاس...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق